0
اتهام الإخوان بزيادة سكان مصر.. لماذا لجأ النظام بمصر للشماعة
عربي21
القراءات 36
عربي
Comment icon>
أكد سياسيون وخبراء إعلاميون، أن استخدام نظام الانقلاب العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي، شماعة الإخوان المسلمين لتبرير فشله، يمثل افلاسا سياسيا، ومحاولة مفضوحة لخداع الشعب المصري، الذي لم تعد تنطلي عليه مثل هذه الأساليب. ورصد المختصون الذين تحدثوا لـ "عربي21"، العديد من القضايا التي لجأ فيها نظام السيسي لشماعة الإخوان، منها ارتفاع أسعار الليمون بشكل جنوني، وارجاع هزيمة المنتخب في كأس الأمم الأفريقية لدعوات أنصار الإخوان ضد الفريق حتى لا تحقق مصر إنجازا، وأخيرا تحميل الإخوان مسئولية الزيادة السكانية. وكان مقرر المجلس القومي للسكان (مؤسسة حكومية) عمرو حسن ، أكد أن ارتفاع معدلات الزيادة السكانية بمصر منذ عام 2011، السبب فيه جماعة الإخوان المسلمين. وأكد حسن في تصريحات لوسائل إعلام مصرية، أن الإخوان شجعوا على زيادة الإنجاب وعدم تنظيم الأسرة، ووفق قوله فإن الجماعة "ربطت زيادة الإنجاب بالدين خلال فترة حكمهم"، مضيفا أن مصر تحتل المركز السابع عالميا من حيث الزيادة السكانية.   وقال المسئول الحكومي، إن معدلات الإنجاب شهدت تراجعا منذ عام 2008، ثم ارتفع المعدل بشكل مفاجئ عام 2014، ليصل إلى 3.5%، وأن عام 2018، شهد ولادة 2 مليون 380 ألف طفل، ما جعل عدد المواليد السنوي بمصر، يوازي عدد سكان بعض دول الخليج، متوقعا أن يصل تعداد السكان لتسعين مليون نسمة بنهاية شهر تموز/ يوليو الجاري، ودخول مصر نادي المائة مليون نسمة بنهاية عام 2019.   التهم الجاهزة   من جانبه يؤكد وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشوري سابقا عز الكومي لـ "عربي21"، أن سلطات الانقلاب ادمنت استخدام شماعة الإخوان، كلما حدثت كارثة، لتبرير الفشل المزمن لها منذ انقلاب تموز/ يوليو2013.   ويضيف الكومي: " قبل أسابيع حمَّل إعلام السيسي، الإخوان مسئولية ارتفاع أسعار الليمون والخضروات، والآن زيادة التعداد السكاني، ظنا منهم أن الشعب المصري يمكن أن يصدق ذلك، ولا يلتفت لفشل النظام ومشروعاته وانجازاته الوهمية".   وحسب الكومي، فإن التهم جاهزة لمن ينتقد هذه سياسة النظام، بأنه من الإخوان حتى لو كان من أشد مخالفيهم ومعارضيهم، مثل خلية الأمل التي تم اعتقالها منذ أسابيع، وأخيرا أدمن صفحة "إحنا اسفين يا ريس"، الذي تم حبسه بتهمة نشر أخبار كاذبة وانتماءه للإخوان المسلمين، رغم أنه أحد أنصار مبارك المعروفين.   ووفق وكيل لجنة حقوق الإنسان السابق، فإن اختزال الأزمة الاقتصادية بمصر في الزيادة السكانية، يعد تسطيحاً للمشكلة، ولأنه يجب النظر إليها من كافة جوانبها، سواء من حيث التعليم والصحة والمشاركة فى العمل ومتوسط دخل الفرد، وسوء توزيع السكان وتركزهم فى مساحة ضيقة لا تتجاوز 5.3% من إجمالى المساحة، ووجود فجوات كبيرة بين المناطق المختلفة.   ويشير الكومي لغياب التوازن بين النمو السكاني والنمو الاقتصادى في مصر، وكذلك الفشل في مواجهة ثلاثية الفقر والجهل والمرض، مؤكدا أن الزيادة السكانية هي في الأساس أحد مقومات التنمية البشرية التي يجب أن تتفوق فيها مصر على غيرها من دول المنطقة، وهي الزيادة التي يمكن أن يتم استخدامها كسلاح فاعل وحقيقي في التنمية الاقتصادية، مثل التجارب المبهرة في العالم سواء في الصين أو الهند، او في الدول المشابهة لمصر في نفس الظروف مثل تركيا والجزائر.   البعبع الوهمي     في إطار متصل يؤكد المختص بصناعة الرأي العام، يحيي عبد الهادي لـ "عربي21"، أن النظام المصري استخدم خلال السنوات التي تلت الإنقلاب العسكري، سلاح الإعلام بشكل موسع لتشويه جماعة الإخوان المسلمين، أو من يدافع عنها، أو يتعاطف معها، وهو لم يقم بذلك لتشويه الإخوان فقط، وإنما لكي يصنع بعبع وهمي يمكن أن يستخرجه في أي وقت يحتاج إليه، بما يخدم مصالحه وسياساته.   ويضيف عبد الهادي: " السيسي منذ البداية رسم طريقه في الهروب من الفشل بشماعة الإخوان، وهو الطريق السهل لأي مسؤول آخر سواء كان سياسي أو حكومي أو خدمي، ليبرر عدم نجاحه في تحقيق الأهداف الموضوعة له، وهو ما يمثل على المستوى البعيد أزمة ثقة كبيرة لنظام السيسي، الذي بدأت دوائر غياب الثقة تتسع حوله حتى وصلت لأنصاره".   ويشير عبد الهادي إلى أن فكرة البحث عن شماعة لتبرير الفشل، إحدي الركائز الأساسية في طبيعة النظم الاستبدادية الفاشلة، التي لا تعترف بالخطأ، وليس لديها استعداد للمسائلة والمحاكمة أو حتى الاعتذار، وتحمل الآثار المترتبة على سياساتها تجاه الجماهير، وهي سياسية يمكن أن تحقق نتائج إيجابية في فترة من الفترات، ولكنها مع استمرار الفشل، وتنوع الأخطاء، فإن المجتمع لا يستجيب لها وتزداد قناعته بأنه تعرض للخداع والنصب.   وحسب المختص بصناعة الرأي العام، فإن "إعلام البروبجندا، لم يعد بنفس قوة التأثير التي كان عليها قبل عشرين عاما، في ظل تطور وسائل التواصل الإعلامي، وتحول معظم أفراد المجتمع لمواطنين صحفيين، لديهم القدرة على فهم المعلومة، وتحليلها والتوصل لما وراء الخبر". 
تمت المراجعة
0
مضلل
0
ملاحظة أخرى
0
منقول
0
بلا مرجع
0
يمكن للمشرفين فقط مراجعة مشاركات